1

السبت، 19 نوفمبر 2016

أماكن أثرية قد تستمتع بزيارتها في الجزائر

 ولم يجد بلدًا عربيًا أجمل من الجزائر، وفي المقابل لا يوجد ثقافة سياحية بهذا البلد. في إشارة منه إلى انعدام المنتجعات والخدمات الفندقية والسياحية في مناطق ذات جمال طبيعي خلاب.
وفي الوقت الذي تجلب فيه السياحة بالجارتين تونس والمغرب الملايين، وتحقق مداخيل سنوية هامة للحكومتين، تعيش الجزائر من دون أي إستراتيجية لتنويع المداخيل عن طريق السياحة وتطوير هذا القطاع الذي يدفع عدم الاهتام به الجزائريين إلى قضاء العطل في تونس وحدها بمعدل مليونين والنصف الميون سائح في الصيف، وفي اتجاه المغرب ومصر وتركيا وأوروبا عمومًا.
وتتربع الجزائر على مساحة تقدر بأكثر من مليوني كلم²، وتعتبر الدولة الأولى في القارة الأفريقية والعالم العربي من حيث المساحة، وتتميز رقعتها الجغرافية الكبيرة بتنوع تضاريسها وجمال طبيعتها الخلابة، ومع انعدام إرادة سياسية لتطوير السياحة من الحكومة الجزائرية، لم يحظ البلد بالصورة الحقيقية للمناطق السياحية والأماكن الأثرية التي تعود إلى حقبة الرومانيين والعثمانيين والفرنسيين والإسبان بالشمال الأفريقي.
وبهذا التقرير سنرافقكم بمعلومات عامة عن أفضل المناطق السياحية والمدن الأثرية التي تتميز بها البلاد، مع العلم أنه يوجد عائق آخر في شح الإقبال على السياحة في الجزائر وهو صعوبة المناخ الاستثماري، وصعوبة الحصول على التأشيرة للدخول إلى البلد لدى الكثير من الجنسيات. وتحاول الحكومة الجزائرية إيجاد بديل للريع النفطي عن طريق السياحة التي وضعتها ضمن الأولويات خلال الخمس سنوات المقبلة.
وثائقي مشاهدة الجزائر من السماء قامت به مؤسسة الإشعاع الثقافي بالتعاون مع التلفزيون الحكومي الفرنسي france2

الأماكن الأثرية

قصبة الجزائر

وتعتبر من أعرق الأحياء في العاصمة الجزائر، بنيت منذ أكثر من 2000 سنة على الأطلال الرومانية أكزيوم، شيدها الأمير بولو غين بن زيري بن مناد الصنهاجي. وتحتوي القصبة معالم أثرية مثل جامع كتشاوة الذي يعتبر أحد المعالم التاريخية بالجزائر، بُني في العهد العثماني عام 1794م وحول إلى كنيسة حتى الاستقلال عام 1962م، كما يوجد ضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي الذي تحول إلى مزار كبير من المقبلين إلى القصبة.
وثائقي قصير حول قصبة الجزائر
وللقصبة عدة أبواب في جهاتها الأربع أهمها باب الوادي من الغرب وباب الجديد في الجهة العليا وباب الجزيرة من جهة البحر وباب عزون من جهة الشرق، حيث كان يمثل الحي حصنًا منيعًا أمام الغزاة في وقت الحرب عبر تاريخ مدينة الجزائر.

بني يزقن

تقع بني يزقن «آتايزجن» جنوب العاصمة الجزائر بحوالي 700 كلم، وأسست في القرن الرابع عشر ميلادي، وتعتبر المدينة القديمة معقل بني مزاب في الجزائر وهي مجموعة أمازيغية تعتنق مذهب الإباضية، وما يزال الحي العتيق الذي توسع إلى مدينة عريقة تزخر بالعمران معقلًا لأمازيغ الصحراء، ويوجد بها المكتبات التي لا زالت تحتفظ بالمخطوطات والأعمال الفكرية في مجال التشريع الإباضي وتاريخ المنطقة واجتهادات سكان المنطقة في التجارة والفلاحة والزراعة والري والعمارة.
أهم معلم أثري بها هو القصر والسور الذي يحيط بالأحياء القديمة، ويتواجد بالسور أبراج عالية للحراسة كانت تستخدم لمراقبة الغزاة وعند الحروب، كما تتواجد عدة مداخل على الجانب الشرقي والغربي، ويستخدم سكان الحي اللهجة المزابية للغة الأمازيغية، ويوجد بالمدينة سوق للبيع بالمزاد العلني للصناعات التقليدية وزريبة بني يزقن، وله مساحة واسعة تمتد إلى وادي أنتيسة البالغ طوله 430م وعلوه 14م.
وثائقي قصير حول غرداية وبني يزقن
ويزور منطقة بني مزاب بولاية غرداية عدد كبير من السياح الأوروبيين والآسيويين، وحتى الباحثين في علم الآثار والتنوعات العرقية والدينية التي تزخر بها منطقة شمال أفريقيا.

مدينة تيمقاد

تعتبر المدينة الرومانية تيمقاد أحد أبرز المعالم الأثرية في الجزائر، وكانت تسمى سابقًا تاموقادي «TAMOUGADI» وشيدت عام 100م في عهد الملك تراجان، وهي المدينة الوحيدة في أفريقيا التي حافظت على هيئتها النموذجية باعتبارها عمرانًا رومانيًّا، توجد بالشرق الجزائري وبالضبط ولاية باتنة التي تبعد عن العاصمة بحوالي 420 كلم.
مقطع لليونسكو حول تيمقاد
وتعرف تيمقاد في عالم الفن والغناء، بمهرجان تيمقاد الدولي للغناء، وهو مهرجان سنوي تجتمع فيه العائلات والشباب في أحد الساحات الواسعة بالمدينة، ويستضيف فرقًا غنائية وفنانين من الوطن العربي وخارجه، لإحياء ما يسمى بليالي تيمقاد الفنية. وتمتد المدينة على مساحة 11 هكتار، تفصل بينهما طريقين واسعين بإرث عمراني روماني مميز.
وغير بعيد عن تمقاد سوى بعشرات الكيلومترات، نجد مدرج جميلة الروماني في ولاية سطيف (شرق الجزائر بـ300 كلم)، المدرج الأثري تحول على غرار تيمقاد إلى مزار سنوي من الشباب والعائلات للاستمتاع بالمهرجان الغنائي السنوي، شيد أواخر القرن الأول الميلادي، وتعتبر كذلك قبلة للعائلات خاصًة في فصل الربيع الذي يتميز بالأجواء المعتدلة مع بعض الثلوج في قمم جبال منطقة سطيف.
1
وتوجد بالمكان الأثري «جميلة» ساحتان عموميتان أولهما محاطة بالكابيتول وقاعة اجتماع المجلس البلدي والمحكمة ومعبد فينوس، وحول الثانية المعبد المشيّد تكريمًا لأسرة سيفيروس وقوس نصر كراكلا والحمامات التي لم يؤثر فيها الزمان كثيرًا والسوق، والمنازل المترفهة الأنيقة.

أجمل غروب شمس في العالم «أسكرام»

يصنف خبراء السياحة في العالم غروب جبال الهقار بأقصى الجنوب الجزائري، على أنه أجمل غروب شمس في العالم ومعترف بهذه الصفة من قبل منظمة اليونسكو العالمية، ويمتاز الغروب بألوان حمراء وصفراء وسوداء ساحرة فوق جبال الهقار التي تمتد بالجنوب فوق الرمال، ويسمّى هذا الغروب بـ«أسكرام» نسبة إلى قمة الجبل الذي يعيش به أحد المبشرين المسيحيين منذ وقت طويل.
فيديو رائع جدًا حول منطقة الهقار في تمنراست
ويوجد بنفس المنطقة أعلى قمة في الجزائر وهي «تاهارتاتاكور»، تعلو بـ 3013م عن سطح البحر، كما توجد آثار للإنسان القديم تعكس نشاطه ويومياته، ويوجد جنوب مدينة جانت التي تبعد بـ 2700 كلم عن جنوب الجزائر العاصمة، ويمكنك السفر اليها بالطائرة يوميًا لمدة ثلاث ساعات تقريبًا، بحيرة تدعى «إيهرير» وهي تسمية للمكان الذي كان يتم فيه تبادل الحرير بالحبوب الجافة.
البحيرة يتواجد بها حيتان صغيرة بمختلف الألوان، يزورها عدد كبير من السياح الأجانب من ألمانيا والنمسا وفرنسا وبريطانيا واليابان، كما يعيش بعض الأجانب هناك للدراسة والبحث والاستمتاع بالمناظر الخلابة التي يوفرها المتحف المفتوح في مينة جانت، وهو عبارة عن أشكال جبلية موضوعة فوق الرمال الذهبية، وبها نقوش من الآثار كالبقرة الباكية والخيم المنصوبة والمزارع المفروشة خارج المدينة.
مقطع عن ولايتي تمنراست وجانت الساحرة
وتقع الحظيرة الوطنية للطاسيلي على مساحة تقدر بـ450000 كلم²وهي أكبر حظيرة سياحية في الجزائر، ودورها خاص في حماية وترقية الإرث الثقافي والتاريخي للمنطقة، بالإضافة إلى أنها تقوم بخدمة السياح والوافدين إلى المنطقة، والتعريف بالأماكن السياحية الشاسعة والتي تمتد من الحدود المالية والنيجيرية إلى الليبية على مسافة آلاف الكيلومترات.
مقطع MBC حول أجمل غروب شمس في العالم

المنصورة في مدينة الزيانيين

وهي منطقة جميلة جدًا بولاية تلمسان التي ينحدر منها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، ويعود تاريخ المنصورة التي يبرز منها صومعة المسجد الذي بناه بني مرين أثناء حصار الغزاة لمدينة الزيانيين إلى ما بين 1299 و1307م، وتمتاز بطبيعتها الجميلة وتربتها الخصبة وأشجار الزيتون والكرز والبرتقال.

قلعة الإسبان «سانتا كروز» بوهران

22
تعتبر القلعة التي بناها الإسبان من عام 1577 إلى 1604م فوق جبل مرجاجو الذي يطل على الميناء الكبير لوهران، والقاعدة العسكرية البحرية المرسى الكبير، وبالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي الذي يطل على كامل المدينة وهران، يزور الملك الإسباني بشكل دوري الكنيسة المتواجدة في أعالي الجبل، وهي منطقة سياحية الآن توفر خدمات للعائلات التي تقضي فصلي الخريف والربيع هناك.
ويعرف الفاتح من مارس (آذار) من كل عام صعودًا جماعيًّا لسكان وهران عاصمة الغرب الجزائري (450 كلم غرب العاصمة الجزائر)، وبزيارة قلعة سانتاكروز، يمكن للسائح أن يزور في مدينة وهران الضريح الشهير للولي الصالح سيدي الهواري، وغابة المسيلة التي تعتبر مزارًا للعائلات كذلك، ومدرج تورو لمصارعة الثيران الواقع بالمدينة، كما توجد في عاصمة الغرب الجزائري شواطئ خلابة وجزر مداغ التي تمزج بين الغابة والجبل وزرقة البحر.
وثائقي الجزيرة الوثائقية حول وهران

قلعة بني حماد بالمسيلة وبجاية

تقع القلعة التي شيدت في القرن الـ11 شمال مدينة ولاية المسيلة، بمنطقة المعاضيد، وكانت القلعة هي العاصمة الأولى للدولة الحمادية الصنهاجيين (قبل بجاية)، وترتفع المنطقة التي تقع بها القلعة بواحد كيلومتر فوق سطح البحر، وتعتبر هذه الآثار مركزًا للحضارة الحمادية، وينعكس ذلك على البناية التي جاءت ساحتها واسعة، في حين أن القصر مرتفع عموديًا في صورة هندسية بديعة بالداخل والخارج، وصنفت القلعة مؤخرًا باعتبارها أحد البنايات الأثرية العالمية، والواجب حمايتها.
ولمن يزور هذه الآثار يمكنه من الاقتراب أكثر من الوديان الجارية في فصلي الشتاء والربيع والوصول إلى ثلوج الجبال بمنطقة المعاضيد، التي تعكس صورة رائعة عن المنطقة الريفية بين الجبال والسهول العامرة بالزراعة والفلاحة. كما يمكن زيارة الآثار الموجودة في ولاية بجاية والتي تشبه إلى حد كبير قلعة بني حماد المذكورة أعلاه.
وتعتبر الكثير من المناطق السياحية ذات البعد التاريخي في الجزائر ضمن المناطق التي ينصح بها عند الزيارة، مثل مدينة قسنطينة العتيقة والتي يوجد بها مجموعة كبيرة من الجسور التي شيدت في الفترة العثمانية والفرنسية، حيث تتواجد المدينة فوق جبل تحيط به مجموعة من الجبال، بالإضافة إلى القلعة في ولاية غليزان ومنطقة غريس في ولاية معسكر التي تتواجد بها شجرة المبايعة للأمير عبد القادر الجزائري، وزيارة كل هذه المناطق لا تتم متعتها دون المرور على مقام الشهيد في أعالي العاصمة بحي المدنية العتيق وهو معلم ضخم، تتواجد به متاحف جيش التحرير الوطني، ويلخص للزائر الثورة التحريرية الكبرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق